الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزيادة كلمة (كريم) في هذا الدعاء لا تثبت عند الشيخ الألباني رحمه الله، وذلك صريح قوله في سلسلة الأحاديث الصحيحة حيث قال: (تنبيه) : وقع في "سنن الترمذي" بعد قوله: "عفو" زيادة: "كريم "! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من " سنن الترمذي " التي عليها شرح "تحفة الأحوذي " للمباركفوري (4/ 264) ، ولا في غيرها. وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما (قتيبة بن سعيد) بإسناده دون الزيادة. انتهى.
فأنت ترى أنه رحمه الله صرح بأن ما وقع في سنن الترمذي من زيادة كلمة (كريم) لا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، فهي ليست صحيحة عنده، ولا يلزم منه أنها فاتته في تصحيحه لسنن الترمذي، ولعل ذلك راجع إلى الاختصار الذي سلكه في تصحيح وتضعيف سنن الترمذي، وبقية السنن الأربعة، وذلك بخلاف السلسلتين الصحيحة والضعيفة له، فإنه يبسط القول فيهما عند دراسته للأحاديث التي يحكم عليها، وهذا يستدعي التنبيه على مثل هذه الأوهام أو الأخطاء في طبعات الكتاب.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 216220.
والله أعلم.