الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصداقة والمحبة بين المسلمين، مقصد عظيم من مقاصد الإسلام، فلا يصحب الإنسان إلا الأخيار الأتقياء، ممن وطنوا أنفسهم على الطاعة، والتزموا بمنهج الدين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود, وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.
والمحبة في الله هي الباقية، وغيرها ينقلب إلى عداوة وبغضاء، كما قال الله تعالى: الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}، وقوله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {الفرقان:27-28}.
وقد ذكرنا صفات الصديق الصالح، في الفتوى رقم: 248062.
فإذا كان صديقك ممن ترضى صحبته, فينبغي أن تتواصل معه بقدر الاستطاعة, وإذا عاتبك لعدم زيارته, فبإمكانك أن تعتذر بمشاغل الدراسة, أو نحو ذلك, ولاحرج عليك، ونظن أنه سيقبل عذرك إن شاء الله تعالى.
وقد أصدرنا عدة فتاوى في التحذير من صحبة رفقاء السوء، وبيان ضررهم على المسلم في دينه، ودنياه، كالفتوى رقم: 49072، والفتوى رقم: 249142.
والله أعلم.