الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أصبت بندمك وتوبتك من تلك العلاقة المحرمة، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منك ذلك، ونوصيك بالحرص على الاستقامة، والبعد عن كل ما يؤدي بك إلى الردى بعد الهدى، ونرجو أن تستفيدي من التوجيهات التي ضمناها الفتوى رقم: 12928، والفتوى رقم: 5450.
وإن كان هذا الرجل قد قام بما ذكرت من التهديد والاتهام الباطل، ونشر الصور، والإساءة إلى أهلك ونحو ذلك، فقد أساء بذلك إساءة عظيمة، فالشرع قد دعا إلى الستر لا إلى الفضيحة، وخاصة إن كان صاحب الذنب قد تاب إلى الله وأناب. ونخشى أن يكون ممن قال الله عز وجل فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19}.
ويجب أن تكوني على حذر من الاستجابة لما يطلب من تعريك له من خلال الكاميرا، بل كوني على حزم معه، وهدديه برفع الأمر إلى الجهات المسؤولة التي يمكن أن تردعه عن سوء فعله. ولا تنسي أن تتوجهي إلى الله تعالى أن يقيك شره، ويدفعه عنك، ومن الأدعية التي تناسب هذا المقام ما أوردناه في الفتوى رقم: 70670.
وروى الإمام أحمد في المسند وأبو داود وغيرهما، عن أبي بردة بن عبد الله بن قيس عن أبيه عبد الله بن قيس: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. صححه الألباني.
ومن الجرأة والوقاحة أن يتدخل في شأن رب العالمين، ويحكم على أن ما يفعله معك هو عدل الله تعالى فيك، فما يدريه، أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا، ورب العزة والجلال يقول: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}.
ومن جهتك أنت عليك بالصبر والدعاء، فكل هذا الابتلاء لن يضيع سدى، فبالصبر يأتي الخير، ومن ذلك رفعة الدرجات، وتكفير السيئات، وانظري الفتوى رقم: 18103، وهي عن فضل الصبر. والأمر إليه في الزمان الذي يمكن أن يدفع فيه عنك البلاء، فافعلي ما هو من جهتك، ودعي التفكير فيما هو من جهته.
نسأل الله لك العافية والسلامة من كل بلاء، وأن يرزقك زوجا صالحا تكونين معه قريرة العين، وترزقين منه الذرية الطيبة.
والله أعلم.