الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نسمع كلام الشيخ، ولا ندري السياق الذي قيل فيه، لذلك لا نستطيع الحكم على فهمك له، هل هو صحيح أم لا؟ لكن الواقع هو أن كل من عرف بطلب العلم من مبتدئ ومتوسط وغيرهما، يمكن أن يوصف بهذا الوصف، إلا أن طلاب العلم يتفاوتون في تحقيقهم له حسب اجتهاد كل واحد منهم في طلبه وتفرغه له، وتحصيله وانشغاله به، فيكون التفاوت بينهم في الأحقية بهذا الوصف حسب ذلك، فهذا الصحابي صَفْوَانُ بن عَسَّالٍ يقول: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وَسَلَّمْ وهو مُتَّكِئٌ في الْمَسْجِدِ على بُرْدٍ له، فقلت له: يا رَسُولَ اللَّهِ؛ إني جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فقال: مَرْحَبًا بطالبِ الْعِلْمِ...
فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم بطالب العلم، وهو جاء ليسأل عن مسألة واحدة.
والذي ننصحك به هو أن تغتنم وقت فراغك ونشاطك، وزمن عافيتك وصحتك، وشرخ شبابك، ونباهة خاطرك، وقلة شواغلك قبل أن تكثر عليك متطلبات الحياة والزواج، وتربية الأولاد.
قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: تفقهوا قبل أن تسوَّدوا. واحذر مضيعات الأوقات، واقطع ما استطعت من العلائق الشاغلة، والعوائق المانعة عن كمال الطلب، وبذل الجهد، وقوة الجد في التحصيل؛ فإنها كقواطع الطريق، فإن الفكرة إذا توزعت قصرت عن دَرَك الحقائق، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وكذلك يقال: العلم لا يعطيك بعضه، حتى تعطيه كلك.
كما ننصحك أن تلزم شيخًا من الثقات الذين عرفوا بالرسوخ في العلم، وصلحت أحوالهم، والتزموا منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل. كما ننصحك بمطالعة الكتب الآتية:
1- صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
2- تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لابن جماعة.
3- جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر.
نسأل الله التوفيق والسداد.
والله أعلم.