الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الجلوس لذكر الله تعالى من بعد صلاة الفجر إلى الشروق، أمرٌ مطلوبٌ، وسنةٌ رغب فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس معنى ذلك أن يُقام الذكر بطريقة مُبْتَدَعَةٍ، لم يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابتُه، وقد أنكر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- على جماعة اجتمعوا في المسجد للذكر بطريقة مبتدعة، حين أقاموا الذكر جماعيا، وبالحصى، كما فصلناه في الفتوى رقم: 173453 بعنوان "الاجتماع على ذكر الله أمر مطلوب؛ لكن لا على صفة مبتدعة" فإذا كان الجماعة المشار إليهم في السؤال يذكرون الله بصفة جماعية، أو يقيدون الذكر بأعداد لم يرد بها الشرع، ويعتقدون سنية ذلك بخصوصه في يوم محدد، فإن اجتماعهم غير مشروع، ولا تجلس معهم، واقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة، وانظر للأهمية أيضا الفتوى رقم: 132779 عن حكم التعبد لله تعالى بما يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.