الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالخطبة ليست بالأمر اللازم، بل من حق أي من الطرفين فسخها متى شاء، وخاصة إن كان للفسخ داع، ويكره الفسخ لغير حاجة؛ لما في ذلك من إخلاف الوعد، جاء في فتاوى الأزهر: الوعد بالزواج لا يلزم الوفاء به، وبخاصة إذا ظهر ما يبرره، وفترة الخطبة فترة اختبار وامتحان واستطلاع، لا تترتب عليها حقوق، ويجوز لكل من الطرفين أن يعدل عن الوعد، على الرغم من قراءة الفاتحة، فالفاتحة ليست عقدًا، ولكن قراءتها من باب التبرك بها.
ومهما يكن من شيء، فإن الوفاء بالوعد -كما قال ابن حجر الهيتمي في كتابه "الزواجر" الجزء الأول ص 109- مندوب عند الشافعية، وليس بواجب، ومخالفة المندوب جائزة ليست محرمة، ولا عقوبة عليها، والنصوص الواردة بالأمر بالوفاء هي في العهود والعقود... اهـ.
فلو أنك فسخت خطبة هذه الفتاة لم تكن ظالمًا لها، ومن أهم مقاصد الزواج ديمومته، فإذا غلب على ظنك عدم تحقق ذلك، ففسخ الخطبة أهون من أن يتم الزواج، ثم يكون بعده الطلاق.
وما سمعت من الآية الكريمة، قد يكون حدث اتفاقًا، ولا علاقة له بما تفكر فيه من أمر فسخ الخطبة.
نسأل الله عز وجل أن ييسر لك الزوجة الصالحة التي تسعد معها، وييسر لها الزوج الصالح الذي تسعد معه، إنه سبحانه نعم المدعو، ونعم المجيب.
والله أعلم.