الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا إشكال فيما ذكرته من طريقة التعليم، وأنت على خير -إن شاء الله تعالى- ونوصيك بالاستزادة من طلب العلم، ونشره، وتعليمه للناس، وليكن طلبُك للعلم وتعلميك للناس، كلاهما بالتدرج من المسائل الصغيرة في العلم، إلى الكبار، لا العكس، وبالأهم ثم المهم، مراعاةً لمبدأ الربانية في التعلم والتعليم، وذلك لقول الله تعالى: ... وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ {آل عمران :79 } قال البخاري في صحيحه: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: وَالرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ، وَكَأَنَّهُ يَقْتَدِي بِالرَّبِّ سُبْحَانَهُ فِي تَيْسِيرِ الْأُمُورِ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. اهـ.
والله تعالى أعلم.