الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأذكار الشرعية من أسباب حفظ العبد بلا ريب، ولكن شأنها كشأن سائر الأسباب، قد يتخلف أثرها كله أو بعضه؛ لوجود مانع، أو تخلف شرط، وذلك بحسب حال العبد نفسه، فهي كسلاح المرء يدفع به عدوه، ولكن السلاح ليس بنفسه فقط، وإنما هو بنفسه وبضاربه معا، فلا تتحقق منفعته - وإن كان قويا ماضيا- إلا إن حمله ساعد قوي، وتخلفت موانع إصابته.
هذا مع كون إجابة الدعاء لها صور متعددة، فتارة تقع بحصول عين ما دعا به, وتارة بعوضه، كأن يصرف عنه من السوء مثله، أو يُدَّخر له في الآخرة. وراجع في بيان ذلك الفتويين: 122630، 215431.
والله أعلم.