الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيشرع الجمع في الصلاة لأجل السفر, أو المطر, أو المرض, وسبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 6846
ثم إن القصر خاص بالصلاة الرباعية, وهي: الظهر, والعصر, والعشاء, فمن أراد جمع الظهر مع العصر, وقصرهما, صلى الظهر ركعتين, والعصر ركعتين.
أما بالنسبة للمغرب, والعشاء, فإنه يصلى المغرب ثلاثا, والعشاء ركعتين, فقد أجمع أهل العلم على أن المغرب لا تقصر, وكذلك صلاة الصبح, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 147189.
ثم إذا كنت لا تقيم في الرياض إلا ثلاثة أيام, فإنك تعتبر في حكم المسافر، حيث يجوز لك القصر, والجمع, وإنما ينقطع سفرك ـ في هذه الحالة ـ إذا نويت إقامة أربعة أيام صحاح فأكثر, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 310327
وبخصوص الجمع بسبب المطر، فإنه إنما يشرع إذا كان المطر يترتب عليه أذى, فإذا كان المطر ليس فيه أذى, فلا يُبيح الجمع.
وضابط الأذى المبيح للجمع أوضحه الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- حيث قال في الشرح الممتع: قوله: «لمطر يبل الثياب» يعني: إذا كان هناك مطر يبل الثياب لكثرته وغزارته، فإنه يجوز الجمع بين العشاءين، فإن كان مطراً قليلاً لا يبل الثياب، فإن الجمع لا يجوز، لأن هذا النوع من المطر لا يلحق المكلف فيه مشقة، بخلاف الذي يبل الثياب، ولا سيما إذا كان في أيام الشتاء، فإنه يلحقه مشقة من جهة البلل، ومشقة أخرى من جهة البرد، ولا سيما إن انضم إلى ذلك ريح فإنها تزداد المشقة. فإن قيل: ما ضابط البلل؟ فالجواب: هو الذي إذا عصر الثوب تقاطر منه الماء. انتهى.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 131911، 145087، 195555.
والله أعلم.