الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهوّني على نفسك -أختنا الكريمة- ولا تتعبيها بالتكلف، والاشتغال بهذه الأوهام التي مصدرها الوسواس؛ فعليك أن تعرضي عنها، ولا تعيرها أي اهتمام؛ لأنها إذا تمكنت منك، أفسدت عليك دِينك ودنياك، وخوفك من الوقوع في التشدد، أوقعك في الوسواس الذي هو أشد خطرًا.
وأفضل علاج للوسواس هو الإعراض عنه بالكلية، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 136381.
وفيما يخص أسئلتك: فكلما ذكرت لا يعد كفرًا، ولا استهزاء بالدين، ولا حرج فيه -إن شاء الله تعالى-، وإنما هو من الوسواس؛ فغلبة الضحك، أو التبسم من خطأ أختك، ليس مبعثه الاستهزاء بما تقرأ، وإنما من خطئها، ومن ثم؛ فلا يعد كفرًا، وانظري الفتوى رقم: 137826 وهي بعنوان: ليس كل تبسم أو ضحك عند ذكر أمر شرعي، يعد استهزاء.
ومجرد السلام على المرأة الكافرة، أو رد السلام عليها، لا يعد من موالاة الكفار، والتبسم في وجه الكافر المسالم، والإحسان إليه، ومجاملته، لا حرج فيها، ولا تعد موالاة، ولا قدحًا في عقيدة البراء من الكافرين، وانظري الفتوى رقم: 183507.
ووضع كتب التوحيد والفقه على الأرض الطاهرة، لا بأس به، ولا حرج فيه؛ لأن هذا ليس فيه امتهان لها، وانظري الفتوى رقم: 307189.
ومجرد وضع القدم بجانب ما فيه اسم الله، لا يعد كفرًا، ولا حرج فيه ما دام الشخص لا يقصد الاستخفاف به.
وكذلك الجلوس مستدبرًا القبلة، ووضع الجوال الذي يحتوي على القرآن، والأذكار عند القدمين، والمشي بقرب الأوراق التي فيها مكتوب محترم، فكل ذلك لا حرج فيه؛ لأن التوجه إلى القبلة لا يجب على غير المصلي، والجوال ليس له حكم المصحف، ولا تنطبق عليه أحكامه، وإن اشتمل على قرآن مكتوب، أو مسجل، وانظري الفتوى رقم: 68917، والفتوى رقم: 336730.
وبما أنك حريصة على احترام الدين، وتعظيم حرمات الله تعالى، والخوف من الكفر، فإننا نؤكد عليك مرة أخرى بتجاهل هذه الأفكار؛ فهي مجرد أوهام؛ فلا تعيريها أي اهتمام.
والله أعلم.