الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك في البدء على حرصك على معرفة ما تحتاجين إلى معرفته من أحكام الشرع، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، فالله عز وجل قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.
قال القرطبي في تفسيره: فرض العامي الذي لا يشتغل باستنباط الأحكام من أصولها، لعدم أهليته، فيما لا يعلمه من أمر دينه، ويحتاج إليه: أن يقصد أعلم من في زمانه، وبلده، فيسأله عن نازلته، فيمتثل فيها فتواه، لقوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}، وعليه الاجتهاد في أعلم أهل وقته بالبحث عنه، حتى يقع عليه الاتفاق من الأكثر من الناس. اهـ.
فجزاك الله خيرا، ويحرم على المرأة العمل في مكان تختلط فيه بالرجال، لأن هذا من أعظم أسباب الفساد، فقد تفتن المرأة في نفسها أو تفتن غيرها، وإذا انضم إلى ذلك التفريط في الصلاة وإخراجها عن وقتها تأكد المنع، فيجب عليك ترك هذا العمل والبحث عن غيره، وإن لم تجدي غيره وكانت بك ضرورة أو حاجة شديدة للعمل لعدم وجود من ينفق عليك -مثلا- ونحو ذلك، فلا حرج عليك في الاستمرار فيه، ويجب عليك مراعاة الضوابط الشرعية بالتزام الستر وتوقي مخالطة الرجال قدر الإمكان.
وأما الصلاة: فيجب عليك المحافظة عليها في وقتها، وتحري بعض الأوقات التي قد تخلو فيها دورة المياه من وجود الرجال، والوضوء داخل الحمام إن اقتضى الأمر ذلك، وإن لم يكن من سبيل لاتقاء المحاذير الشرعية فيمكنك الترخص بالجمع بين الظهر والعصر عملا بقول من ذهب إلى جواز الجمع عند الحاجة إليه، ولا تتخذي ذلك عادة، وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 254365، 105835، 40371، 2160.
والله أعلم.