الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعلمين كون هذه الإفرازات غير نجسة -كما هو الراجح عندنا- على ما بيناه في الفتوى رقم: 110928، فإن مقتضى ذلك ألا يلزمك التطهر منها، ولا تغيير الثياب، فبان بهذا أن ما ورد في سؤالك هو مما تَشُقين به على نفسك، وليس مما أوجبه عليك الشرع.
فإذا كنت مصابة بسلس هذه الرطوبات -كما قد يظهر- فإن عليك فقط أن تتوضئي بعد دخول الوقت، وتصلي بوضوئك ما شئت من الفروض والنوافل، حتى يخرج ذلك الوقت، وليس عليك تبديل الثياب، ولا تفقد الملابس سواء كنت داخل البيت، أو خارجه، ولا يجب عليك الاستنجاء كذلك؛ لكون هذه الإفرازات طاهرة، ثم إن كان خروج هذه الإفرازات لا ينقطع زمنا معلوما يكفي لفعل الطهارة والصلاة، أو كان انقطاعه غير منضبط بأن كان يتقدم ويتأخر، ويزيد وينقص ونحو ذلك، فحكمك حكم صاحب السلس، وانظري الفتوى رقم: 136434، ولا بد على قول الجمهور من الوضوء بعد دخول الوقت، ولك الجمع بين الصلاتين المشتركتي الوقت عند الحنابلة، والذين لا يوجبون عليك الوضوء لوقت كل صلاة هم فقهاء المالكية، ولقولهم نوع قوة، ومن ثم فلا حرج عليك في الأخذ به إذا ضاق الأمر، واشتدت الحاجة، على ما بيناه في الفتوى رقم: 141250.
والله أعلم.