الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمهما كانت ذنوبك عظيمة، فإن رحمة الله تعالى أوسع من ذنوبك، فإذا تبت إلى الله تعالى توبة صادقة مستوفية لشروطها وأركانها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله، ورد الحقوق لأصحابها -إن كان الذنب متعلقا بحق آدمي- فإن توبتك هذه تكون مقبولة، ويمحى بها ذنبك كله، وترجع كمن لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فعليك أن تصدق في توبتك إلى الله، وأن تكف عن جميع ما كنت تقترفه من ذنوب، وتحسن ظنك بالله تعالى، وتستقيم على شرعه ما أمكن، مصاحبا أهل الخير والاستقامة، مبتعدا عن أسباب الشر والفتنة، مكثرا ذكر الله تعالى ودعاءه، واللجأ إليه أن يثبتك على شرعه، ويقيمك على دينه، ثم لا يهولنك تثبيط الناس لك عن الاستقامة، ولا تهكمهم بك وسخريتهم منك، بل احتسب ذلك كله عند الله تعالى؛ فإن هذا من البلاء الذي هو من لوازم السير إلى الله تعالى كما قال جل اسمه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ {محمد:31}.
ومتى استقمت على شرع الله تعالى، فإن حياتك ستتحول من الشقاء إلى السعادة، ومن الفشل إلى النجاح والتوفيق، فالخير كله منوط بطاعة الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وفقنا الله، وإياك، لما فيه رضاه.
والله أعلم.