الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث حسنٌ، حسنه ابن القيم في "زاد المعاد" والضياء المقدسي في المختارة، والحافظ ابن حجر، وجوّد إسناده النووي.
وهو مروي من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وله عنه طريقان:
الأولى: أخرجها أبو داود، والترمذي، والضياء في المختارة، وغيرهم من طرقٍ عن بقية بن الوليد، قال: حدثني مسلم بن زياد. قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب. واللفظ لـ الترمذي.
قال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار: بقية: صدوق. أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرَّح بتحديث شيخه له، وبسماع شيخه، فانتفت الريبة، وشيخه - مسلم بن زياد -: روى عنه أيضاً إسماعيل بن عياش وغيره. وقد توقف فيه ابن القطان. فقال: لا تُعرف حاله ورُدَّ بأنه وُصِفَ بأنه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدلَّ على أنه أمين، وذكره ابن حبان في الثقات. اهـ.
والطريق الثانية: أخرجها أبو داود، والنسائي، وابن السني، وغيرهم من طرقٍ عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد المجيد، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- به نحوه.
وعبد الرحمن بن عبد المجيد وقع في بعض الروايات، وكذا في بعض نسخ سنن أبي داود عبد الرحمن بن عبد الحميد. وجزم المنذري في مختصر السنن أنه أبو رجاء المكفوف.
قال الحافظ ابن حجر: فإن كان كذلك فهو مصري صدوق، لكن تغير بأخرة، وإن كان ابن عبد المجيد فهو شيخ مجهول. اهـ.
وقال النووي في الأذكار: وروينا في سنن أبي داود بإسناد جيد، ولم يضعفه. اهـ.
فتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: في وصف هذا الإسناد بأنه جيد نظر! ولعل أبا داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس، ومن أجله قلت: إنه حسن. اهـ.
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، أخرجه الطبراني في "الدعاء". قال ابن حجر: وسنده ضعيف. اهـ.
وشاهد آخر من حديث سلمان الفارسي، لكنه غير مقيد بالصباح والمساء. أخرجه الحاكم في "المستدرك" وصححه.
والله أعلم.