الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا المعنى هو المراد، ولا يعتبر مجرد المعصية واتباع الهوى شركا بالله تعالى إلا إذا أفضى به ذلك إلى صرف العبادة لغير الله، فمن اتبع هواه أو أطاع معشوقا في الشرك صار مشركا بذلك، وأما مجرد اتباع الهوى وطاعة المعشوق في فعل المعصية، فلا يعد شركا، فقد قال الشيخ صالح آل الشيخ: ليس كل طاعة للهوى شركًا أكبر، أو شركًا أصغر، قد تكون طاعة الهوى معصية فقط ... أنواع المعصية من طاعة الهوى، ولكن لا تسمى شركًا. اهـ.
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه الداء والدواء في فصل العشق الإشراكي: وهو ـ أي العشق ـ تارة يكون كفراً، كمن اتخذ معشوقه نداً، يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟ فهذا عشق لا يغفر لصاحبه فإنه من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك، وعلامة هذا العشق الشركي الكفري: أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه، وإذا تعارض عنده حق معشوقه وحظه وحق ربه وطاعته، قدم حق معشوقه على حق ربه، وآثر رضاه على رضاه، وبذل له أنفس ما يقدر عليه، وبذل لربه ـ إن بذل ـ أردأ ما عنده، واستفرغ وسعه في مرضاة معشوقه وطاعته والتقرب إليه، وجعل لربه ـ إن أطاعه ـ الفضلة التي تفضل عن معشوقه من ساعاته. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 150461.
والله أعلم.