الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسؤال عن حكم تأديب المرأة زوجها مما تستنكره الفطرة السليمة، وتأباه؛ لأن تأديب المرأة زوجها عكس الفطرة التي فطر الناس عليها من كون الرجال قوامين على النساء، وهو أشبه بقول الابن: هل يحق لي تأديب أبي وأمي؟!
ومن المعلوم المتفق عليه بين الفقهاء أن حق الزوج على الزوجة أعظم من حق أبويها، وطاعته أوجب عليها.
فعلى المرأة أن تعظّم حق زوجها في نفسها، وأن تطلب رضاه، وتجتنب سخطه. ولها أن تناصحه بالحسنى، وتخوّفه بالله في ظلمه لها، وعدم أداء حقوقها، وأن تستعين عليه في ذلك بصالحي أهله وأهلها. كما لها عند نشوزه طلب التحكيم، واللجوء إلى القضاء.
وليس لها -وإن ظلمها- أن تمتنع عنه في الفراش متى أرادها، فإن ذلك من كبائر الذنوب، التي توجب لها اللعن، والسخط، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة. رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها. رواه مسلم. وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 31699 .
والله أعلم.