الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية من الوسوسة، والعلاج الذي ينبغي لك الأخذ به هو: الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها.
وأما بخصوص ما سألت عنه: فإن الذي نقرره في فتاوانا هو: أن حقوق الملكية الفكرية ونحوها من الحقوق المعنوية، مصونة ومملوكة لأصحابها، ولا يجوز التعدي عليها، وهو الذي صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي، وعامة المجامع العلمية. وبناء على هذا: فلا يجوز استخدام الرخص غير الأصلية للبرنامج، إلا إن كانت الجهة المالكة للحقوق، تأذن في استعمالها، كما سبق في الفتوى رقم: 151419.
على أن طائفة من أهل العلم ذهبت إلى جواز نسخ البرامج، واستخدامها للنفع الخاص فحسب.
قال ابن عثيمين -عن نسخ الأقراص-: فالذي أرى أن الإنسان إذا نسخها لنفسه فقط: فلا بأس، وأما إذا نسخها للتجارة: فهذا لا يجوز؛ لأن فيه ضرراً على الآخرين. اهـ. من لقاء الباب المفتوح.
وقد ذكرنا من قبل أن الموسوس يسوغ له أن يأخذ بأيسر الأقوال وأرفقها بحاله، ولا يعتبر ذلك من الترخص المذموم، كما بيناه في الفتوى رقم: 181305.
فلا ضير عليك -إن شاء الله- في الأخذ بهذا القول، مراعاة لما ابتليت به من الوسوسة.
والله أعلم.