الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على تحريك وبحثك عن جامعات خالية من الاختلاط، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك إليها، ويحقق لك بغيتك في دراسة الطب، ولا يخفى أن الاختلاط بين الرجال والنساء ـ في الجامعات وغيرها ـ من الأمور الخطيرة، وسبب من أعظم أسباب الفتنة وانتشار الفواحش، والأمر أشد نكرانا وأطم إن كان ذلك في البلاد غير الإسلامية؛ لما في تلك البلاد من المغريات ومثيرات الشهوات ودعاوى الحريات، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 3539، ورقم: 162121.
فينبغي أن تجتهد في أن تجد سبيلا للقبول في جامعة غير مختلطة، فإن تيسر ذلك لم تجز لك الدراسة المختلطة، والسلامة للدين أهم ما ينبغي أن تكون محل نظر المسلم، ولو ترتب عليه دراسة أي تخصص آخر نافع، ولا تجوز الدراسة في الجامعات المختلطة ـ وخاصة في بلاد الغرب ـ إلا عند الضرورة أو الحاجة الملحة كدراسة تخصص لا يوجد في بلاد المسلمين، وبشرط غلبة الظن بأمن الفتنة، أما مجرد هذه التكاليف المالية: فلا تعتبر حاجة شرعا يستباح بها المحظور، ولمعرفة ضابط الحاجة راجع الفتويين رقم: 127340، ورقم: 285715.
والله أعلم.