الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالموسوس إذا طلق امرأته مدركًا، مختارًا، فطلاقه نافذ، كما بينا ذلك في كثير من الفتاوى السابقة.
وأمّا إذا طلق بسبب غلبة الوسوسة على عقله، فطلاقه غير نافذ، والمسألة المذكورة التي ذكر فيها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عدم وقوع طلاق الموسوس الذي يريد بطلاقه التخلص من الوسوسة، إنما حكم بعدم وقوع طلاقه؛ لكونه غير مختار، ولكنه مغلوب على عقله بسبب الوسوسة، جاء في الشرح الممتع على زاد المستقنع: ..فهذا لا يقع طلاقه؛ لأنه بلا شك مغلق عليه، وهذا من أعظم ما يكون من الإغلاق، فالذي يبتلى بهذا الوسواس، سواء في عباداته، أو في نكاحه، يتعب تعبًا عظيمًا...
والمقصود أنّ على الموسوس الإعراض بالكلية عن الوساوس، وعدم مجاراتها، فهذا هو الدواء الناجع للوساوس.
والله أعلم.