الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحرص كثير من المسلمين -كما ذكرت- على تصوير أنفسهم داخل الحرم المكي، أو النبوي، له حكم تصوير ذوات الأرواح، فمن جوّزه كان جائزا عنده في الحرمين وغيرهما، ومن حرمه، ففي الحرمين من باب أولى؛ لعظم حرمتهما، وقد ذكرنا هذه المسألة في عدة فتاوى، فيرجى مراجعتها، كالفتاوى التالية أرقامها: 10888، 9755، 80470.
وأما التصوير مع ممثل أو ممثلة، أو راقص أو راقصة ونحوهم، فلا نراه سائغا؛ لأن في التصوير معهم احتفاء بهم، وتقديرا لهم مع مجاهرتهم بالمعاصي، ففيه التغرير بهم. كما أنه يحرم تصوير الجنسين الأجنبين (الرجال والنساء) مع بعضهم؛ لما في ذلك من أسباب الفساد، ويرجى مراجعة الفتوى رقم: 52660.
ومجرد تصوير الحاج أو المعتمر في الحرمين الشريفين وحده، أو مع شخص مشهور -كما ذكرت- وعرض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي = لا يحكم على فاعله بالرياء، وذلك أن الرياء ليس له علامات ظاهرة بيّنة يمكن الرجوع إليها، ومع ذلك فإن مثل هذا الفعل قد يكون صادرا عن رياء وسمعة؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الشرك بأنه أخفى من دبيب النمل، فعن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل. فقيل له: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم. رواه أحمد، وحسنه الألباني. ويرجى مراجعة الفتوى رقم: 134994، عن سبيل التخلص من آفة الرياء.
والله أعلم.