الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز رمي الأوراق والمغلفات التي تحتوي على اسم الجلالة، أو الآيات، والأحاديث، في القمامة، أو مكان الأوساخ؛ لما في ذلك من امتهانها.
والواجب على المسلم أن يحفظ ما في يده مما يتضمن اسم الله عز وجل حتى يدفنه في مكان محترم، أو يحرقه؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج:30}، وقوله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}.
وقد بينا في الفتوى رقم: 52389 أنه يجب على المسلم احترام الأوراق، والأشياء التي كتب عليها أسماء الله تعالى، أو نصوص الوحي من القرآن والسنة، ولو كانت بغير العربية.
وعلى المسلم إذا وجد شيئًا مما ذكر أن يحرقه، أو يدفنه، أو يجعله في مكان محترم، صيانة له.
وأما وضعها تحت المتاع والقدور والصحون، فلا يجوز، بل يتعين جعلها في مكان مناسب لحرمتها.
وأما عن أبنائها: فيجب عليهم برها، ومن البر بها نصحها برفق، وعدم إقرارها على المنكر، فعليهم السعي في إقناعها بالحق، ولا يمنع استفادتهم من الأواني، والصحون الموجودة في هذا المكان، ويشرع لهم الاحتيال في إخراج هذه الأوراق؛ لإتلافها، أو حرقها، بدعوى أنهم يريدون تنظيف المحل، أو غير ذلك من الحيل.
والله أعلم.