الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا اجتناب هذه الفتاة تماما، وإن كنت على تواصل معها بأي وسيلة كانت، فاقطع هذا التواصل إذا أردت السلامة لدينك وعرضك، فهي من جهة أجنبية عنك، ومن جهة أخرى فهي تحت زوج، وهذا مما يعظم به الإثم. ومما يظهر أنك على تواصل معها وصفك الدقيق لحالها مع زوجها بما في ذلك أمور الفراش، وهذا من أسرار الحياة الزوجية التي لا يجوز لها نشرها، ثبت في صحيح مسلم أن أبا سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها».
قال المناوي في فيض القدير: أي يبث ما حقه أن يكتم من الجماع ومقدماته، ولواحقه، فيحرم إفشاء ما يجري بين الزوجين من الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك بقول أو فعل... والظاهر أن المرأة كالرجل، فيحرم عليها إفشاء سره. اهـ.
وإذا كانت متضررة من بقائها مع زوجها، فلها الحق في طلب الطلاق، وانظر الفتوى رقم: 37112، ففيها بيان مسوغات طلب الطلاق، ولكن يجب عليك أن تكون على حذر من التسبب في التفريق بينها وبين زوجها، ولو بما ذكرت من أمر الدعاء بأن تكون لك زوجة، فهذا نوع من الاعتداء في الدعاء، كما بينا في الفتوى رقم: 75749.
ولو قدر أن طلقها زوجها، فلا حرج عليك في الزواج منها بعد انقضاء عدتها منه. ولكن مما ينبغي أن يعلم هو أن الإنسان لا يدري أين الخير، فما يدريك أن يكون في زواجك منها خير، فخير لك أن تتوجه إلى ربك، وتسأله أن يوفقك إلى امرأة صالحة، فهو أعلم بخبايا النفوس وعواقب الأمور، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فالنساء كثير، وابحث مستعينا بالله عز وجل ثم بالثقات من الناس.
والله أعلم.