الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى ابن أبي الدنيا في الصمت، والبيهقي في شعب الإيمان، عن الحسن البصري، قال: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله عز وجل.
وروى نحوه أبو نعيم في حلية الأولياء، عن سفيان الثوري، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم، عن يوسف بن أسباط.
ولا ريب في أن الدعاء للطاغوت بما يعود بالضرر على المسلمين: أمر خطير ومزلق صعب! بخلاف الدعاء بما يحمل وجها في التأويل، كالدعاء له بالهداية أو التوفيق، فالأمر في ذلك أخف وأوسع، وإذا آل الحال بهذا الداعي إلى محبة ظهور الكفر على الإسلام، كان ذلك أمارة على نفاقه ـ والعياذ بالله ـ وأما إذا كان الحامل له على الدعاء تحصيل منفعة دنيوية، فهو أخف عاقبةً، وأخف منه ما إذا كان الدعاء للطاغوت لدرء ضرره، وأخف منه ما إذا كان الداعي مكرها على الدعاء، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 268657، 278680، 342721.
والمقصود أن الحكم يختلف بحسب الدعاء نفسه، وبحسب حال الداعي، والسبب الحامل له على الدعاء، وإذا كان الأمر كذلك، فالأصل صحة الصلاة خلف هذا الإمام، مادام محكوما بإسلامه، ويتأكد هذا في حق من خاف الضرر بترك الصلاة خلفه.
وأخيرا ندعو بما كان يدعو به الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، فقد كان يقول: اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو نعيم في ترجمته من حلية الأولياء.
والله أعلم.