الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن أهم ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى بعد الإيمان به تعالى هو الصلاة، وقد فرض الله تعالى على عباده أداء الصلاة في أوقات محددة، ولا يجوز للمسلم أن يتعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى: فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.
وتوعد الذين يضيعونها، ويؤخرونها عن وقتها بالعقاب، فقال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً {مريم:59}.
قال ابن عباس: أضاعوها: أي: أخروها عن وقتها.
وفي معجم الطبراني الأوسط عن أنس مرفوعًا: ثلاث من حفظهن فهو وليّ حقًّا، ومن ضيعهن فهو عدو حقًّا: الصلاة، والصيام، والجنابة.
قال الزرقاني في شرح الموطأ: والمراد بكون المضيع عدو الله أنه يعاقبه، ويذله، ويهينه، إن لم يدركه العفو، فإن ضيع ذلك جاحدًا، فهو كافر، فتكون العداوة على بابها.
وعلى ذلك؛ فإذا كان الشخص يتعمد تضييع صلاة الفجر، والنوم عنها، فإنه آثم بذلك، ومستحق لعقوبة الله تعالى، إذا لم يعف عنه، وإذا كان يحافظ على غيرها من الفرائض، فإنه يجمع بين العمل السيئ والعمل الصالح، فيجازى على أعماله الصالحة، ويعاقب على أعمال السيئة، إن لم يتجاوز الله تعالى عنه؛ لقوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {الزلزلة:7ـ 8}.
والواجب على المسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يستعين على ذلك باتخاذ الأسباب، والوسائل المادية والمعنوية، وأهمها: تقوية الإيمان، والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب لمن أدى الصلوات في أوقاتها، والرهبة مما أعد من عقاب لمن ضيعها، أو تكاسل عن أدائها في الوقت.
وأما إذا كان ذلك من غلبه النوم بعد اتخاذ الأسباب اللازمة، فإنه لا إثم عليه، ولا شيء غير أدائها عندما يستيقظ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسي صلاة، أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. وقوله صلى الله عليه وسلم: أما أنه ليس في النوم تفريط.. الحديثان رواهما مسلم.
والله أعلم.