الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكون الحجاب فريضة على المرأة المسلمة مسألة معلومة من الدين بالضرورة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 15665، والفتوى رقم: 26490. أما ما ذكر في السؤال من حديث المنافقين والمرجفين وغيرهم مستغلين الحملة الشرسة على الإسلام ومبادئه وأحكامه، فهذه هي عادتهم ودأبهم في الاصطياد في الماء العكر، واستغلال الظروف للإيقاع بالمسلمين ودينهم. ودعوى كون الحجاب نوعاً من التمييز العنصري أو غزواً للدول الكفارة، دعوى فارغة، إذ هم يعلمون أن الحجاب تشريع إسلامي، وهم يتشدقون بالحرية الشخصية، وحرية العبادة، وحرية الاعتقاد، فإن كانوا صادقين فليتركوا المسلمات يتحجبن، وليعتبروا الحجاب من باب الحرية، فما دمت قد سمحت بالتعري والتحلل الأخلاقي والفوضى الجنسية، فكيف لا تسمح بالحجاب؟، والغريب في الأمر أن لسان حال هؤلاء هو لسان مقال قوم لوط أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ [النمل:56].وواجب المسلم هو الذب عن الإسلام عقيدته وشريعة، وإن اضطر للإقامة في بلاد الكفر -مع أن الأصل عدم جوازها- فعليه أن يلتزم أولاً بتعاليم الإسلام، ويلزم بها أهله وأولاده، ويلزم النساء بالحجاب، والبعد عن مواطن الريبة والاختلاط بالرجال، ثم يقوم بما يستطيع من البيان، والدفاع عن الإسلام وعن الحجاب، والجدال بالتي هي أحسن مع هؤلاء ومن على شاكلتهم. ويمكنه الاستعانة بالعلماء المسلمين والدعاة في بلاد الغرب والمراكز الإسلامية، فهم ألصق بتلك المجتمعات، وأقدر على الحوار معهم. والله أعلم.