الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تتعلم العلم على وجهه، فتقصد عالما متقنا، فتستشرحه ما تحتاج إليه من الكتب، متدرجا في سلم الطلب، بادئا بمتن معتمد في أحد المذاهب المتبوعة. فإذا فرغت منه، انتقلت إلى ما بعده وهكذا، ولا ننصح بمطالعة الكتب الكبار قبل إتقان متن فقهي معتمد.
فإذا أردت مثلا مطالعة المغني، فينبغي أن تكون مستحضرا لمتن معتمد كزاد المستقنع، أو نحوه من الكتب المعتمدة عند الحنابلة. وينبغي أن تأخذ بزاد من علوم الآلة كأصول الفقه والنحو، ونحوها من علوم الآلة؛ لئلا تفهم كلام العلماء على غير وجهه.
وأما كتاب المغني: فهو من أعظم كتب الفقه المقارن، وأكثرها نفعا، وهو حين يطلق الكراهة أو السنية، فمراده المعنى الاصطلاحي الذي يعرفه علماء الأصول، ولكنه لا يخلو من الأحاديث الضعيفة التي يذكرها استشهادا، أو استئناسا، أو اعتقادا منه لصحتها، فينبغي التحري والتثبت، وعدم التحديث بكل ما يوجد في الكتاب من أحاديث، حتى تتحقق صحتها، وذلك أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد، والكذب عليه صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على غيره، وليس ككذب على أحد.
وأما كتاب الشرح الممتع: فإن مؤلفه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- يتحرى الاستدلال بما صح، وينبه على درجة كثير من الأحاديث في غضون شرحه.
والحاصل أنه ينبغي لك ألا تستدل بحديث حتى ينبه أهل هذا الشأن من علماء الحديث المتقنين على صحته، على حد قول العراقي:
فاعن به ولا تخض بالظن ولا تقلد غير أهل الفن
والله أعلم.