الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فظاهر أيها الأخ من سؤالك هذا، وأسئلتك السالفة، أنك تعاني من فرط الوسوسة، فنسأل الله لك العافية منها.
والعلاج الذي ينبغي لك الأخذ به: هو الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها، وأما محاولة علاج الوسوسة بتتبع المخارج الفقهية، فليس علاجا للوسوسة، ولا مخرجا من ورطاتها.
ومجرد عبارة (oh my god ) -( يا إلهي)- لا إشكال في أنه لا محذور فيها، فمثلها لا حرج في استماعها.
وأما العبارات التي فيها محذور شرعي، فإن الأصل أنه يتعين اجتناب استماعها؛ لأن شهود المنكر لغير حاجة، محرم؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}.
قال ابن تيمية: ولا يجوز لأحد أن يشهد مجالس المنكرات باختياره بغير ضرورة، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- قوم شربوا الخمر، فأمر بجلدهم، فقيل: فيهم فلان صائم. فقال: به ابدؤوا، أما سمعت الله تعالى يقول: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}، فجعل حاضر المنكر كفاعله. اهـ. من مختصر الفتاوى المصرية.
وقد نص جمع من الفقهاء على حرمة التفرج على المحرم.
جاء في حاشية البجيرمي على شرح الخطيب: وما هو حرام في نفسه، يحرم التفرج عليه؛ لأنه رضا به، كما قاله ابن قاسم على المنهج. اهـ.
وإذا سمعها المرء بغير قصد، أو لحاجة؛ فإن الواجب عليه أن ينكرها، ويكرهها بقلبه.
والله أعلم.