الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على رعايتك لهذا الولد وأمه، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك ذلك في ميزان حسناتك، وأن ينفعك به في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، إن ربنا قريب مجيب، ورعاية هذا الولد لا تعتبر ككفالة اليتيم، ولكن لا شك في أنها من الإحسان، والله يحب المحسنين، وهي قربة من القربات العظيمة، روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وروى الطبراني عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم.... الحديث.
ولا تترك هذا الإحسان بسبب أي خواطر من الشيطان بالتشكيك في نيتك وإخلاصك ونحو ذلك، فقد يستغل مثل هذا التفكير في الحيلولة بينك وبين فعل الخير، فلأنه عدوك لا يريد لك الفوز والنجاح، والله تعالى يقول: وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الحج:77}.
فاجتهد في مراعاة الإخلاص، وفي الوقت نفسه كن على حذر من أن يدخل عليك من باب الفتنة، فيفسد قلبك بسبب صحبة وملازمة هذا الغلام، فلا ريب في أن صحبة الأمرد مدخل عظيم من مداخل الشيطان، فإذا خشيت على نفسك فاترك صحبته، وواصل في الإحسان إليه، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 26446، ورقم: 291907.
ونوصيك بالمبادرة إلى الزواج ففيه إعفاف للنفس، وحفظ لها من الفواحش والمنكرات، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
ثم إن العوارض كثيرة، والمسلم لا يدري ماذا أمامه مما قد يعوقه، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.