الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ذكرك الله أثناء قيامك بمهام المنزل من طبخ ونحوه فهو فعل حسن، لأن هذه الأفعال لا تحتاج إلى تفرغ القلب، ولا إلى مجهود ذهني، وإنما هي وظيفة الجوارح، فلا يمتنع ذكر الله معها بالقلب واللسان، وتكونين بذلك جامعة بين الحسنيين من قيامك على بيتك بالرعاية والإصلاح، واغتنام هذا الوقت في ذكر الله تعالى.
وأما الذكر عند مشاهدة دروس العلم، فإن كان يشغل عن تعلم ما ينبغي تعلمه، فالأولى تفريغ القلب للاستماع والتعلم، وتعلم العلم من أعظم ذكر الله تعالى، قال النووي رحمه الله في الأذكار: اعلم أن فضيلة الذكر غيرُ منحصرةٍ في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كلُّ عاملٍ لله تعالى بطاعةٍ فهو ذاكرٌ لله تعالى، كذا قاله سعيدُ بن جُبير رضي الله عنه وغيره من العلماء. وقال عطاء رحمه الله: مجالسُ الذِّكر هي مجالسُ الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيعُ وتصلّي وتصومُ وتنكحُ وتطلّق وتحجّ، وأشباه هذا. انتهى
فأنت حين تسمعين وتشاهدين دروس العلم مشتغلة بالذكر.
وأما ذكر الله في الخلاء فيكره، وإنما يشرع الذكر بالقلب فحسب لا باللسان، وانظري الفتوى رقم: 19690.
وأما ما نسبته إلى أبي هريرة فإننا لم نقف عليه.
والله أعلم.