الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجواب عن أسئلتك يتلخص في نقاط.
أولًا: أعظم حلم للمؤمن هو أن يرضي ربه تبارك وتعالى، وينال مغفرته، وجنته، فاجعلي قصدك مرضات الله، وسابقي إلى الخيرات، وأكثري من فعل الطاعات، ولا يكن لك همّ سوى الاشتغال بما يقربك من الله سبحانه.
ثانيا: الدعوة إلى الله عمل نبيل، ومقصد كريم، لكنه يحتاج إلى التزود بالعلم النافع، فاجتهدي في التعلم ما وسعك، راجعة في ذلك إلى أهل العلم الثقات، ثم ادعي إلى الله بحسب وسعك وطاقتك؛ سواء في بلدك أم غيره، أم حيث كنت، بكل الطرق الممكنة؛ طلبًا لمرضات الله، وحرصًا على نيل فضيلة الدعوة إليه؛ امتثالًا لقوله جل اسمه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}
ثالثًا: مثل المسلم الأعلى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الصالحون من عباد الله؛ كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل العلم والفضل والجهاد من الأمة، وأما جعل الكفار من الغربيين مُثُلًا عليا، فأمر يربأ المسلم بنفسه عنه.
رابعًا: الله تعالى على كل شيء قدير، فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فادعيه أن يصرف همتك لطاعته، ويميل بقلبك إلى ما يحب، والدعاء من أعظم أسباب التوفيق، كما قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60} وكثيرة هي القصص والأخبار الدالة على حصول المأمول بالدعاء، واللجأ إلى الله تعالى.
خامسًا: عليك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها وعدم الالتفات إليها؛ فإن الالتفات إلى الوساوس يفضي إلى شر عظيم، ولا تضرك الوساوس في العقيدة، ما دمت كارهة لها نافرة منها.
سادسًا: الخشوع في الصلاة من أهم مقاصدها، فهو روح الصلاة، ولبّها، ولبيان بعض الأسباب المعينة على تحصيله انظري الفتوى رقم: 124712.
سابعًا: الله لا يحب من عباده إلا المؤمنين المخلصين، وأما الكفار فالله لا يحبهم، ولا يحب كفرهم، ما داموا كذلك، وهو يحب من عباده الاجتهاد في دعوتهم، فإذا انتقلوا عما هم عليه إلى الإيمان، أحبهم الله تعالى.
والله أعلم.