الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان، كما جاء في السنة الصحيحة، روى ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح.
فإنه يطفئ نار الشهوة ويبعث على العفة، ويجنبهما الوقوع في الفواحش، هذا بالإضافة إلى المصالح الكثيرة التي يمكن أن تجنى من الزواج من النسل ونحو ذلك، قال البهوتي الحنبلي في حاشية الروض المربع عند قول الحجاوي في زاد المستقنع: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ـ لاشتماله على مصالح كثيرة؛ كتحصين فرجه وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك. اهـ.
وإن كانت قد حادثته قبل الزواج، فهذا لا يمنع من زواجه منها، فإن رغب في الزواج منها فلا تحولوا بينه وبينها، ولكن لا ينبغي الاكتفاء بما ذكر من أمر خلقها، بل الأولى سؤال الثقات ممن يعرفونها، فإن أثنوا عليها في دينها وخلقها فليتقدم لخطبتها من وليها، ويكفي أن تكون دينة في الجملة بمعنى أن تكون محافظة على الفرائض، مجتنبة للكبائر والموبقات، وننصحه بالاستخارة في الأمر، ليختار له ربه الأصلح، فإنه سبحانه مطلع على عواقب الأمور، وانظري الفتويين رقم: 19333، ورقم: 123457.
والله أعلم.