الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الكتاب وإن كان قيماً في بابه، ويثني عليه كثير من الباحثين المهتمين بقضية الإلحاد، إلا أن هذا لا يعني خلوه من الخطأ، أو الملاحظات! ومن ذلك ما ذكره السائل، فهو من أظهر مواضع نقد الكتاب!
ومما يعتذر به في الجملة عن المؤلف -رحمه الله- أنه إنما أراد الاحتجاج على الملاحدة بما هو من جنس أدلتهم، والاستدلال على الماديين بما كشفته الأبحاث والنظريات الحديثة، التي يستدلون بها على نقد الدين ونقضه.
وقد ذكر الدكتور سلطان العميري هذا الكتاب في ورقته البحثية عن المؤلفات في هذا الباب (المادة النقدية للفكرة الإلحادية) فقال: تقوم فكرة الكتاب على إثبات أحقية الدين أمام الفكر المادي الجديد، عن طريق الاعتماد على نفس الأدلة التي يسلكها الفكر الإلحادي في نقد الدين، وهي الاستدلال بالنظريات العلمية الحديثة.
- ويعد هذا الكتاب من أهم الكتب التي تؤسس الاقتناع العلمي لدى الشباب المسلم، بصحة العقائد الدينية الكبرى.
- حاول المؤلف القيام بأمرين:
الأول: إثبات أن النظريات العلمية -الفيزيائية والفلكية وغيرها- لا تعارض أصول الإسلام، وقد أجاد في هذا الأمر.
والثاني: إثبات أن النظريات العلمية تدل، وتؤكد صحة أصول العقائد الكبرى للإسلام، وهو في هذا الأمر لم يحسن؛ لأنه لم يخل من التكلف في الاستدلال.
- مع أهمية الكتاب، إلا أن المؤلف وقع في بعض الأخطاء.
ومنها: توسعه في الاستدلال ببعض النظريات العلمية على قضايا العقيدة، وهي لم تصل إلى درجة القطعيات.
ومنها: تبنيه لنظرية تحضير الأرواح، وقبوله لها. اهـ.
والله أعلم.