الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة على وقتها هي أفضل الأعمال، وأقربها إلى الله، وقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في فتح الباري: فدل حديث ابن مسعود هذا على أن أفضل الأعمال وأقربها إلى الله، وأحبها إليه الصلاة على مواقيتها المؤقتة لها. انتهى.
والمقارنة بين فضلها وأجرها، وبين فضل وأجر صبر من أصابته البأساء والضراء وزُلزل، هو مقارنة بين الصبر على الطاعة، والصبر على المصيبة.
وقد ذكر ابن القيم في عدة الصابرين، أن الصبر على الطاعة، أفضل من الصبر على المصيبة، فقال رحمه الله: فإن قيل: أي أنواع الصبر الثلاثة أكمل: الصبر على المأمور، أم الصبر عن المحظور، أم الصبر على المقدور؟
قيل: الصبر المتعلق بالتكليف، وهو الأمر والنهى، أفضل من الصبر على مجرد القدر؛ فإن هذا الصبر يأتي به البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فلا بد لكل أحد من الصبر على القدر اختيارا أو اضطرارا.
وأما الصبر على الأوامر والنواهي، فصبر أتباع الرسل، وأعظمهم اتباعا أصبرهم في ذلك، وكل صبر في محله وموضعه أفضل، فالصبر عن الحرام في محله، أفضل، وعلى الطاعة في محلها أفضل. انتهى.
ونعتذر عن الإجابة على سؤالك الآخر؛ لعدم وضوحه، ولأن من سياسة الموقع أن يرسل السائل كل سؤال في رسالة مستقلة.
والله أعلم.