الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تلبس الجني ببدن المصروع من الإنس أمر ثابت بالكتاب والسنة واتفاق أئمة أهل السنة؛ كما سبق أن بيَّنَّا في الفتوى رقم:
3352.
وللجن في ذلك أغراض وبواعث، قد سبق بيانها في الفتوى رقم:
21656.
فهذه الأغراض هي التي تحمله على التلبس ببدن المصروع، والذي يحمله على تحمل ذلك كله ما يتحقق له من استمتاع، سواء كان ذلك بسبب حبه له، أو بسبب الأذى الذي يلحقه بالمصروع، فطغيان الشهوة قد ينسيه ما هو أصلح له، أو قد يظن أن ذلك أصلح له.
وأما مستقره في البدن فهو مجرى الدم؛ كما ثبتت بذلك السنة، ففي صحيح
البخاري ومسلم عن
صفية رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
وقد حمل بعض العلماء هذا على حقيقته، وهو الصحيح، فقد استدل كثير من العلماء بهذا الحديث على تلبس الجني بالمصروع، وحمله آخرون على الاستعارة، أي بالوسوسة والإغواء.
والله أعلم.