الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما زالت نصيحتنا المبذولة لمن أراد طلب الفقه، أن يلزم شيخا متقنا لمذهب من المذاهب المتبوعة، أو يبدأ بدراسة متون مذهب من خلال شروحه المعتمدة، والأمر لا يتطلب كثير مال، فإن متناً كدليل الطالب، متوفر ومبذول، وشروحه كذلك كثيرة، أو متناً كزاد المستقنع، مع الاستماع لشرحه للشيخ ابن عثيمين، أو غيره ممن عرفوا بإتقان المذهب، فهذا هو الطريق الأمثل الذي ينشئ فقيها، لا مجرد مثقف يعرف بعض الأقوال من هنا، وبعضها من هناك، ولا شك في أن ما ذكرته من التصانيف فيه خير -إن شاء الله- لكن من يريد طلب العلم، عليه أن يبدأ بداية صحيحة؛ لئلا يتشتت ذهنه، ويضيع منه الوقت في غير كبير طائل، ثم إن الترجيح بين الأقوال مرحلة متقدمة، لا يبلغها طالب العلم المبتدئ، حتى تحصل له الملكة بالدربة وكثرة المطالعة، والنظر في أقوال الفقهاء ومآخذهم وأدلتهم، وتلك مرحلة تالية لمرحلة الدراسة التأصيلية، فهذه نصيحتنا لك، وما عدا هذه الطريقة التي هي دراسة المتون مرتبة بادئا بالأخصر فما هو أبسط منه وهكذا، لن تفيدك إلا مجرد ثقافة عامة، ومعرفة ببعض المسائل.
والله أعلم.