الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يمكن حصول الرياء في الخيل بأن يظهر صاحبها أنه يريد استخدامها في سبيل الله ويبطن في الظاهر خلاف ذلك، وهذا محرم، كما يحرم الافتخار المذموم ومناوأة أهل الإسلام، فقد جاء في شرح الزرقاني على الموطأ: والثالث الذي هي له وزر: رجل ربطها فخرا، بالنصب للتعليل أي لأجل الفخر أي تعاظما، ورياء، أي إظهارا للطاعة، والباطن بخلافه، وفي رواية سهيل: وأما الذي هي عليه وزر فالذي يأخذها أشرا وبطرا ورياء للناس، ونواء بكسر النون والمد أي مناوأة وعداوة لأهل الإسلام، قال الخليل: ناوأت الرجل ناهضته بالعداوة، وحكى عياض فتح النون والقصر، وحكاه الإسماعيلي عن رواية أبي أويس، فإن ثبت فمعناه بعدا. اهـ.
وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: ورجل ربطها فخرا ـ أي تعاظما، ورياء، إظهار اللطاعة والباطن بخلافه ونواء بكسر النون والمد أي مناواة ومعاداة لأهل الإسلام، فهي له وزر: أي إثم. اهـ.
وقال الخادمي في بريقة محمودية: اعلم أن الرياء بعمل الدنيا كما أشير إليه سابقا كالشجاعة والحذاقة في نحو الكتابة والخياطة وغيرها مما وضع لعمل الدنيا لا يحرم إن خلا عن التلبيس بأن يظهر الشجاعة في أمر وليس له شجاعة في الواقع.... وأما الرياء في العبادة التي كانت مشروعيتها لمجرد تعظيم الله وتحصيل رضاه فحرام كله بجميع أنواعه. اهـ.
هذا، ونعتذر عن إجابة بقية أسئلتك، لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة، أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.
والله أعلم.