الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تغض بصرك عن كل ما يثير الفتنة، وإذا وقعت عينك على أجنبية فعليك أن تصرف بصرك، وعليك أن تجتهد في ذلك قدر طاقتك، وتستعين بالله ولا تعجز، والتوبة مما سبق من النظر المحرم تكون بالإقلاع والندم والعزم على عدم العود، فإذا عزمت على عدم العود فلا تبطل توبتك بوقوعك في الذنب مرة أخرى، قال المباركفوري:.... ففيه أن التوبة الصحيحة لا يضر فيها نقص بالذنب ثانيًا، بل مضت على صحتها، ويتوب من المعصية الثانية.
ولا يمنعك من غض البصر خوفك من اتهام البعض لك بالتشدد، لكن إذا شق عليك غض بصرك عن وجوه بعض القريبات وكانت الفتنة مأمونة فقد رخص في ذلك بعض أهل العلم، قال المرداوي رحمه الله:.. قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: هل يحرم النظر إلى وجه الأجنبية لغير حاجة؟ رواية عن الإمام أحمد: يكره، ولا يحرم، وقال ابن عقيل: لا يحرم النظر إلى وجه الأجنبية إذا أمن الفتنة ـ قلت: وهذا الذي لا يسع الناس غيره، خصوصا للجيران والأقارب غير المحارم الذين نشأ بينهم، وهو مذهب الشافعي.
واعلم أنّ غض البصر من أنفع الأمور لحفظ الفرج وصلاح القلب، وراجع في فوائده الفتوى رقم: 78760.
والله أعلم.