الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلتعلم هذه الأخت الكريمة أن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وأن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن كل قضاء يقضيه الله للمؤمن فهو خير له، وأن الله أرحم بالعبد من الأم بولدها، وأنه سبحانه يقدر للعبد البلاء، لما له فيه من الرحمة والمصلحة، فإذا هي صبرت على ما نزل بها من البلاء، ورضيت بحكم الله تعالى، فلها جزاء وثواب الصابرين، وأَعْظم به من ثواب، وحسبها قول الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ {التغابن:11}.
قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.
فلتصبر لحكم الله، ولترض بقضاء الله، ولتعلم أن الخير كل الخير فيما قدره الله وقضاه، وعسى أن تكره ما هو الخير لها، وعسى أن تحب ما هو الشر لها، والله تعالى يعلم والعباد لا يعلمون، ولتجتهد في الدعاء؛ فإن الدعاء هو أعظم ما يستدفع به المرهوب، ويحصل به المطلوب، والله تعالى هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، فلتلجأ إليه ولتتضرع له سبحانه، ولتدعه في أوقات الإجابة؛ كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي ساعة الإجابة يوم الجمعة، ونحو ذلك من الأوقات؛ فإن الخير كله بيد الله تعالى، وما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. ولتجتهد في رقية نفسها بالفاتحة والمعوذات، وآية الكرسي ونحو ذلك، ولتردد الدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية طلبا للشفاء، نسأل الله لها الشفاء والعافية.
والله أعلم.