الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة قد قالت لأبيك: لا أريد ثمن الأرض، وهو هدية لك، فهذا إبراء صحيح.
جاء في المحرر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل: وتصح البراءة من الدين بلفظ الإبراء، والإسقاط والهبة والعفو والصدقة والتحليل. اهـ.
وعليه، فليس لها الرجوع والمطالبة بالثمن بعد ذلك، حتى على مذهب الأحناف الذين يجيزون الرجوع في الهبة.
فقد جاء في الجوهرة النيرة على مختصر القدوري: إذَا كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، فَوَهَبَهُ لَهُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ؛ لِأَنَّ هِبَةَ الدَّيْنِ مِمَّنْ هُوَ عَلَيْهِ إسْقَاطٌ لَهُ، وَبَرَاءَةٌ مِنْهُ، فَلَمْ يَبْقَ هُنَاكَ عَيْنٌ يُمْكِنُ الرُّجُوعُ فِيهَا. اهـ.
أمّا إذا كانت المرأة لم تبرئ أباك من الثمن، ولكنها تركت أخذه، فهو حق لها، وفي هذه الحال يرد لها نفس الثمن الذي تم البيع عليه، ولا عبرة باختلاف الأسعار.
والله أعلم.