الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال كما ذكرت من كون الماء لم يصل إلى حلقك، فإنك لم تفطري بذلك، فإن الفطر لا يحصل إلا بوصول الماء إلى الحلق، وعلى تقدير وصوله إلى الحلق، وأنت لم تقصدي ذلك، فلا يفسد صومك، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: تنبيه: ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ ست مسائل علق الحكم فيها بوصول الماء إلى حلق الصائم، فجعل مناط الحكم وصول الماء إلى الحلق، لا إلى المعدة، وظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن مناط الحكم وصول المفطر إلى المعدة، ولا شك أن هذا هو المقصود؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة أن مناط الحكم هو الوصول إلى الحلق، لكن الفقهاء ـ رحمهم الله ـ قالوا: إن وصوله إلى الحلق مظنة وصوله إلى المعدة، أو إن مناط الحكم وصول المفطر إلى شيء مجوف، والحلق مجوف.
مسألة: لو يبس فمه كما يوجد في أيام الصيف، ومع بعض الناس، بحيث يكون ريقه قليلًا ينشف فمه، فيتمضمض من أجل أن يبتل فمه، أو تغرغر بالماء ونزل إلى بطنه، فلا يفطر بذلك؛ لأنه غير مقصود، إذ لم يقصد الإنسان أن ينزل الماء إلى بطنه، وإنما أراد أن يبل فمه، ونزل الماء بغير قصد. انتهى.
ونصيحتنا لك ألا تتكلفي مثل هذه الأفعال التي قد توقعك في الحرج.
وأما النخامة، فيكفيك بصقها إذا وصلت إلى فمك، ولا يكون صومك فاسدًا -والحال هذه- عند أحد من العلماء.
والله أعلم.