الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحل هو مواصلة الدراسة، والمطالعة، وعدم الانقطاع عن طلب العلم، وسؤال الله تعالى المزيد منه، فقد أمر الله تعالى نبيه فقال: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: 114].
وما ذكره السائل من اكتشافه أشياء لا يعرفها عندما يقرأ الردود على الشبهات، ليس غريبًا، بل هو أمر متقرر حتى مع العلماء، كما ذكر ابن خلكان في (وفيات الأعيان) مما ينسب إلى الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ وهو من هو في الرسوخ في العلم:
كلما أدبني الدهر ... أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما ... زادني علما بجهلي.
فهذا حال الإنسان، وقد قال الله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف: 76].
قال السعدي: فكل عالم فوقه من هو أعلم منه، حتى ينتهي العلم إلى عالم الغيب والشهادة. اهـ.
والمقصود أن العلم ليس له حد ينتهي إليه، وطالب العلم ديدنه طلب المزيد، وقد ذكر ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد عن ابنه صالح قال: رأى رجل مع أَبي محبرة، فقال له: يا أبا عبد اللَّه، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إِمام المسلمين؟ فقال: مع المحبرة إلى المقبرة. اهـ.
والله أعلم.