الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان كلمة وراء، تأتي بمعنى الأمام.
فقد جاء في معانى القرآن للأخفش: {من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد}. وقال {من ورائه} أي: من أمامه. وإنما قال: {وراء} أي: أنه وراء ما هو فيه، كما تقول للرجل: "هذا من ورائك" أي: "سيأتي عليك" و "هو من وراء ما أنت فيه" لأن ما أنت فيه قد كان مثل ذلك، فهو وراؤه. وقال: {وكان وراءهم ملك} في هذا المعنى. أي: كان وراء ما هم فيه. اهـ.
وقال أبو حيان في البحر المحيط في التفسير: وقرأ الجمهور وراءهم، وهو لفظ يطلق على الخلف وعلى الأمام، ومعناه هنا أمامهم. وكذا قرأ ابن عباس وابن جبير. وكون وراءهم بمعنى أمامهم، قول قتادة وأبي عبيد وابن السكيت والزجاج، ولا خلاف عند أهل اللغة أن وراء يجوز بمعنى قدام.
وجاء في التنزيل والشعر قال تعالى: من ورائه جهنم. وقال: ومن ورائه عذاب غليظ. وقال: ومن ورائهم برزخ.
وقال لبيد:
أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا يحنى عليها الأصابع ... اهـ.
والله أعلم.