الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من قرأ الأذكار مخلصا حصل له أجرها ولو لم يكن عالما بما فيها من الأجر ولا مستحضرا له، ويدل لهذا ما في صحيح مسلم: عن أنس: أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس، فقال: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرم القوم، فقال: أيكم المتكلم بها؟ فإنه لم يقل بأسا، فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها، أيهم يرفعها. اهـ.
قال ابن حجر في الفتح: أفاد العز بن عبد السلام أن النية إنما تشترط في العبادة التي لا تتميز بنفسها، وأما ما يتميز بنفسه فإنه ينصرف بصورته إلى ما وضع له، كالأذكار والأدعية والتلاوة، لأنها لا تتردد بين العبادة والعادة، ولا يخفى أن ذلك إنما هو بالنظر إلى أصل الوضع، أما ما حدث فيه عرف كالتسبيح للتعجب فلا، ومع ذلك فلو قصد بالذكر القربة إلى الله تعالى لكان أكثر ثوابا، ومن ثم قال الغزالي: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب، لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة، بل هو خير من السكوت مطلقا، أي المجرد عن التفكر، قال: وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب ـ ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: في بضع أحدكم صدقة ـ ثم قال في الجواب عن قولهم: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ أرأيت لو وضعها في حرام. اهـ.
أما بخصوص استفسارك حول نظام الأسئلة: فيرجى إعادة إرساله عبر نافذة اتصل بنا بالموقع وسيقوم القائمون عليه بالرد عليك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.