الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد رغَّب الإسلام في الإكثار من الذرية، لما في ذلك من الخير الدنيوي والأخروي الحاصل للوالدين، بل وللأمة جميعًا؛ فقد روى أحمد وأبو داود وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم.
وقال صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
ومن المقرر عند أهل العلم أن تحديد النسل وقطعه مطلقًا من المحظورات، ولا سيما إذا كان القصد من ذلك خشية الإملاق، ويستثنى من ذلك ما كان ضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد، كذلك إذا كان في تأخير الحمل مصلحة يراها الزوجان فإنه لا مانع حينئذ.
أما مجرد تمني حصول ذلك فقط - كما هو المتبادر من السؤال - فلا مؤاخذة فيه، ولكن لا ينبغي أن يعمل بمقتضى ذلك التمني؛ لأن الكثرة مقصد أساسي من مقاصد الزواج، ومطلب شرعي كما هو واضح من الحديث السابق وغيره.
والله أعلم.