الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الأخطاء في صلاتك بسبب الإصابة بمرض الوسواس، فإنك تمضي فيها حتى تتمها، ولا تلتفت إلى تلك الأخطاء، جاء في مجموع فتاوى ابن عثيمين إجابة عن سؤال: إذا شك المصلي في ترك ركن من أركان الصلاة، فماذا يعمل؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله: إذا شك في تركه، فهو لا يخلو من ثلاث حالات:
1ـ إما أن يكون هذا الشك وهمًا، لا حقيقة له، فهذا لا يؤثر عليه، يستمر في صلاته، ولا يلتفت إلى هذا الشك.
2ـ أن يكون هذا الشك كثيرًا معه، كما يوجد في كثير من الموسوسين ـ نسأل الله لنا ولهم العافية ـ فلا يلتفت إليه أيضًا، بل يستمر في صلاته، حتى لو خرج من صلاته وهو يرى أنه مقصر فيها، فليفعل، ولا يلتفت إلى هذا الشك.
3ـ أن يكون شكه بعد الفراغ من الصلاة، فلا يلتفت إليه، ولا يهتم به أيضًا، ما لم يتيقن أنه ترك.
ويشرع لك عند بعض العلماء- من باب الاستحباب- أن تسجد بعد السلام سجدتين؛ ترغيمًا للشيطان، ولا تبطل صلاتك بترك هذا السجود، كما جاء في فتاوى عليش المالكي وغيرها، قال: وَيُنْدَبُ السُّجُودُ بَعْدَ السَّلَامِ؛ تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ.
وقال الأخضري في العبادات: وَالْمُوَسْوَسُ يَتْرُكُ الْوَسْوَسَةَ مِنْ قَلْبِهِ، وَلَا يَأْتِي بِمَا شَكَّ فِيهِ، وَلَكِنْ يَسْجُدُ بَعْدَ السَّلَامِ، سَوَاءٌ شَكَّ فِي زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ.
والله أعلم.