الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنجاب الذرية من أهم مقاصد الشرع من الزواج، فبه يكون تكثير الأمة، ومباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بها يوم القيامة، ففي مسند أحمد، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الودود، الولود، إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة.
قال البهوتي الحنبلي في حاشية الروض المربع عند قول الحجاوي في زاد المستقنع: وفعله مع الشهوة، أفضل من نوافل العبادة ـ لاشتماله على مصالح كثيرة، كتحصين فرجه، وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك. اهـ.
والتغير المفاجئ الذي حصل لزوجتك فيما يتعلق بالحمل والإنجاب، لا شك أنه أمر غير عادي، إن لم يكن له مسوغ لم يذكر في السؤال.
وقد يكون هذا الخوف، وما رأت في المنام من رؤيا، وما ذكرت من أثر في بطنها، تهويلًا من الشيطان؛ ليدفعكم إلى التفكير في الإجهاض، ويحرمكم هذه النسمة، التي نرجو أن تكون مباركة، فالذي ننصح به البعد عن التفكير في أمر الإجهاض.
وينبغي لزوجتك أن تحرص على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تكثر من ذكر الله تعالى؛ ليذهب عنها الروع، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
ولتحرص على الرقية الشرعية من القرآن، والأذكار والأدعية النبوية، وانظر الفتوى رقم: 4310.
والذي نرجحه من كلام أهل العلم أن الإجهاض محرم، ولو كان الجنين في طور النطفة.
ومن أهل العلم من رخص في إجهاضه قبل الأربعين، فإن وجدت حاجة ماسة للأخذ به، فلا بأس بذلك، فمن أهل العلم من أجاز الأخذ بالرخصة عند الحاجة إليها؛ دفعًا للحرج، كما بيناه في الفتوى رقم: 134759.
لكن التخوف من صدق الرؤيا المذكورة ليس مسوغًا للإجهاض.
والله أعلم.