الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على الاستقامة على طاعة الله تعالى، ومراعاة الأحكام الشرعية، فهذا من شأن أهل الإيمان، فنسأل الله تعالى أن يحفظك، ويحفظ لك دينك، ويزيدك في الهدى والصلاح، وأنت على صواب باجتنابك الجلوس مع هذه المرأة الأجنبية، فإن من أعظم الفتن فتنة النساء، روى مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء.
والانعزال في مثل هذه الحالة ليس مذموما، ولا يعني انطوائية ونحوها، وما ذكره أبوك من مشاركة النساء مع النبي صلى الله عليه وسلم في القتال ونحو ذلك أمر صحيح، ولكن كان ذلك في حدود آداب الشرع، فكانت المرأة ساترة لجسدها بالحجاب الشرعي، ولم تكن تختلط بالرجال على وجه محرم، بخلاف ما عليه كثير من الناس الآن من التساهل في الجلسات العائلية ونحوها، فإن دعاك أبوك إلى الجلوس معها فاعتذر له بكل أدب، ولا تطعه فيما لا يرضي الله، ثبت في الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
والله أعلم.