الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحسن أن تحرص على أداء فرائض الصلاة، وصوم شهر رمضان، وهذه الأعمال العظيمة تثمر التقوى، والخوف من الله عز وجل، واجتناب المعاصي والمنكرات، قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:183}
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والصلاة نور.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصيام جنة.
واستمرارك على مشاهدة الأفلام الإباحية طيلة هذه المدة، من شؤم المعصية، فإنها يسود بها القلب، ويزين للمرء بسببها سوء عمله، فيراه حسنًا، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا أذنب، كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل قلبه، وإن زاد، زادت؛ حتى يعلو قلبه ذاك الرين، الذي ذكر الله عز وجل في القرآن: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ.
وندمك على مشاهدة الأفلام الإباحية، أمر طيب، ولكن اجتهد في أن تجعل من هذا الندم، توبة نصوحًا، مستوفية شروطها، والتي بيناها في الفتوى رقم: 29785.
فأقبل على التوبة، وأحسن الظن بربك، فهو الذي يقبل التوبة عن عباده، فمن تاب، تاب عليه، وراجع الفتوى رقم: 1882.
ونرجو أن تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928، فهي مشتملة على توجيهات تعين على أسباب الهداية، وتبعد من أسباب الغواية.
ونوصيك بالزواج خاصة، ففيه الكثير من خير الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنه يبعد صاحبه من الفواحش، والأسباب الداعية إليها، روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وهذا الفعل لا يحرم صاحبه من دخول الجنة، ولا يخلده في نار جهنم، فالكفر هو الذي يؤدي بصاحبه إلى ذلك، ولكن من لم يتب من مثل هذه المعصية، يخشى عليه من أن يموت على خاتمة سيئة، فالمعاصي قد تكون من أسباب سوء الخاتمة، وانظر لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 247981.
والله أعلم.