الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر، ولا سيما إذا كان من محصنة، لكن مهما عظم الذنب، فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه، أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب.
فإذا كنت قد تبت توبة صحيحة، فهي مقبولة ـ بإذن الله ـ قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
فأبشري بعفو الله ومغفرته، وأحسني ظنك بربك، وأقبلي عليه، واجتهدي في الأعمال الصالحة، وأكثري من ذكر الله ودعائه، فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.