الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يحصي ما علم واستطاع إحصاءه من ذنوبه فيستغفر الله تعالى من كل ذنب ألف مرة أو أكثر أو أقل، فقد روى عن بعض السلف أنه كان يحصي ذنوبه فيتوب من كل واحد منها ويستغفر له بعدد معين، كما جاء في جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب، قال: وحَاسَبَ بَعْضُهُمْ نَفْسَهُ مِنْ وَقْتِ بُلُوغِهِ، فَإِذَا زَلَّاتُهُ لَا تُجَاوِزُ سِتًّا وَثَلَاثِينَ زَلَّةً، فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ لِكُلِّ زَلَّةٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، وَصَلَّى لِكُلِّ زَلَّةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، وَخَتَمَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا خَتْمَةً، قَالَ: وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنِّي غَيْرُ آمِنٍ سَطْوَةَ رَبِّي أَنْ يَأْخُذَنِي بِهَا، وَأَنَا عَلَى خَطَرٍ مِنْ قَبُولِ التَّوْبَةِ... وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ وَسَيِّئَاتُهُ حَتَّى فَاتَتِ الْعَدَدَ وَالْإِحْصَاءَ، فَلْيَسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا عَلِمَ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَحْصَاهُ.
وروى أبو نعيم بسنده في حلية الأولياء قَالَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ.
ولأهمية الاستغفار وفضله والآثار المترتبة عليه انظر الفتوى رقم: 39154.
والله أعلم.